عاد مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق الجنرال احتياط غيئورا إيلاند إلى طرح مشروعه القديم، وهو إقامة دولة فلسطينية في غزة والعريش، وإلحاق ما لا تريده إسرائيل من أراضٍ في الضفة الغربية، أي المنطقة المأهولة بالسكان وتشكل 41 في المئة من الضفة إلى الأردن، وإعطاء مصر قرابة 700 كيلومتر في صحراء النقب شمال إيلات لتسهيل اتصال الدولة الفلسطينية المقترحة ومصر مع الأردن. طرح إيلاند جاء مجددا على شكل الدعوة إلى الاعتراف بدولة حماس في غزة، باعتبارها حكومة منتخبة وتسيطر على قطاع غزة ويمكن إجبارها على الحفاظ على الهدوء مع إسرائيل. ويقترح زيادة الامتيازات لحكومة حماس من التزود بالبضائع وفتح باب الاستثمارات، وفي حالة خرق حماس للتهدئة يمكن ردعها عسكريا وسحب كل الامتيازات. وبرر إيلاند اقتراحه بأنه إذا لم يتم تعزيز حكم حماس في غزة، فإن حركة الجهاد ستكون البديل، ولذلك فإن حماس هي أهون الشرور. مشروع إيلاند القديم الذي يرجع لعام 2009 يعاد طرحه تدريجيا بهذه الصورة، وكان هذا المشروع موضع تفاهم بين الإدارة الأمريكية وجماعة الإخوان المسلمين في مصر كمقدمة لتعاون أوثق بين الجماعة والإدارة الأمريكية وإسرائيل. وكلنا نذكر أن حماس طرحت مشروع إقامة منطقة حرة بين غزة ومصر داخل الأراضي المصرية أثناء حكم محمد مرسي، لكن المجلس العسكري ــ آنذاك ــ عارض مثل هذا المشروع الذي أسست له حماس من سنين بشراء المزيد من الأراضي داخل سيناء عن طرق أشخاص مصريين موالين لها أو حصلوا على الجنسية المصرية، حيث جرى في عهد مرسي منح 14 ألف فلسطيني الجنسية المصرية دون أن يكونوا كلهم من أم مصرية، وهو ما يعيد النظام المصري دراسته حاليا لفرز من يستحق ومن أخذها عن طريق التزوير أو كمنحة من حكم الإخوان. ولهذا سارع المجلس العسكري إبان حكم مرسي إلى حظر بيع وشراء الأراضي في سيناء، واعتبر ذلك يدخل ضمن الأمن القومي يعود للجيش مسؤولية البت فيه وليس لحكومة الإخوان.
ما قاله الجنرال الإسرائيلي يدخل في سياق احتمالات فشل العملية التفاوضية، حيث لم تقدم إسرائيل حتى الآن أي مشروع حقيقي لإقامة دولة فلسطينية ذات سيادة، وكل ما تطرحه هو دولة ذات نظامين، نظام احتلال يضم إسرائيل والمستوطنات، ونظام حكم ذاتي فلسطيني على منطقة محدودة لا حدود ولا سيادة لها ولها معابر مسيطر عليها إسرائيليا نحو الأردن فقط. وعندما قال المفاوض الفلسطيني صائب عريقات لتسيفي ليفني إن التصور الإسرائيلي للحل عبارة عن دولة واحدة ذات نظامين فقط، فلماذا لا يتم بحث موضوع دولة واحدة لجميع مواطنيها؟، فقالت: نعم ولكن بدون غزة. إذ ما زال الإسرائيليون ضد فكرة إقامة دولة فلسطينية حقيقية في الضفة وغزة، بل يريدونها دولة في غزة والعريش ليتم حل قضية الأرض واللاجئين على حساب الدول العربية. ولا مكان للحلم الفلسطيني بدولة فلسطينية في أراضي عام 1967.
ما قاله الجنرال الإسرائيلي يدخل في سياق احتمالات فشل العملية التفاوضية، حيث لم تقدم إسرائيل حتى الآن أي مشروع حقيقي لإقامة دولة فلسطينية ذات سيادة، وكل ما تطرحه هو دولة ذات نظامين، نظام احتلال يضم إسرائيل والمستوطنات، ونظام حكم ذاتي فلسطيني على منطقة محدودة لا حدود ولا سيادة لها ولها معابر مسيطر عليها إسرائيليا نحو الأردن فقط. وعندما قال المفاوض الفلسطيني صائب عريقات لتسيفي ليفني إن التصور الإسرائيلي للحل عبارة عن دولة واحدة ذات نظامين فقط، فلماذا لا يتم بحث موضوع دولة واحدة لجميع مواطنيها؟، فقالت: نعم ولكن بدون غزة. إذ ما زال الإسرائيليون ضد فكرة إقامة دولة فلسطينية حقيقية في الضفة وغزة، بل يريدونها دولة في غزة والعريش ليتم حل قضية الأرض واللاجئين على حساب الدول العربية. ولا مكان للحلم الفلسطيني بدولة فلسطينية في أراضي عام 1967.